Tuesday, June 9, 2015

عائلة في لحية التلي



عائلة في لحية التلي
كَتبَ إبرهيم ميم:

بعد ان تمكن الكائن الهارب من الجارور من تسلق لحية أبو مالك التلي، وبعد المشقة التي عاناها جرّاء بقايا عضوية، في طريقه الوعرة صدف أن التقى مجموعة من البدو الرحل، كانت قد استقرت مع بهائمها من حمير وكلاب في أحراج لحية التلي، الذين،أي البدو الرحل، دعوا الكائن الهارب من الجيب حالياً والجارور سابقاً إلى تناول الغداء معهم، والذي كان عبارة عن كبة عدس حارة "وبتشلفط" من الحر، على حد قول الكائن الثرثار.

خلال الغداء العامر، لفت إنتباه الكائن، فتى يُغرد على تويتر، مستفيداً من الواي فاي الذي يستخدمه التلي. وعلى عادته، حشر الكائن أنفه، واخذ يقرأ التعليقات المتنوعة حول ما يجري في جرود عُرسال من قتال بين رجال المقاومة سابقاً، جيش الاحتلال اللبناني حالياً، وبين مجموعات تأكل أكباداً بشرية وغدداً ليمفاوية لكائنات حية.

المهم أن أكثر ما لفت إنتباه الكائن، هي تعليقات من صحافيين ومحللين وفيسبوكيين وتويتريين وغيرهم من العباقرة والاستراتيجيين حول المعارك الدائرة، أن بعضهم يوصّف المعركة بالوهمية، وبعضهم الآخر بالفتح المبين، وبعضهم الآخر لا شيمة له سوى الشتيمة والسباب، وهذا جله يأتي من التواترة الخليجيين...

حَزِنَ الكائن كثيراً وبكى داخل خيمة العائلة البدوية التي استقرت في لحية ابو مالك التلي، وكاد "جعيره" البكائي، أن يتسبب بهرب البهائم نحو جيب جاكيت التلي، فما كان من رب العائلة المدعو سندس الحائلي إلا أن سأله عن سبب بكائه.

لم يستطع الكائن من شدة بكائه الإجابة على سؤال أبو بريد الحائلي، فأسمعه اغنية على آيبوده تقول:"اللي عم يحكوا اليوم هم غير اللي ماتوا / المعتر بكل الأرض دايماً هوي ذاتو"
فما كان من سندس وإبنه بريد إلا أن طردا الكائن من خيمتهما قائلين له:"روح فتشلك على شي لحية تانية يا ابن الزحطة...زحط"


ملاحظة: بعد هذه الواقعة قرر الكائن تقديم طلب لجوء إلى السويد!

No comments:

Post a Comment