Tuesday, June 16, 2015

لن تفهم البقرُ

لن تفهم البقرُ

كَتبَ إبرهيم ميم:


اتخذ الكائن الهارب من الجارور والمختبىء في جيب الوزير فئران*، قراراً حاسماً وجازماً ومفاده أنه لا بد من الخروج من الجيب وعدم الولوج إلى أي جيب مهما كلف الأمر، فاستغل فرصة التقاط الوزير السيلفي قرب مبنى الكونكورد الشهير، وقفز إلى المصعد الكهربائي. وعملاً بالمثل القائل "المنحوس منحوس ولو حطو بقفاه فانوس" إنقطعت الكهرباء...

خلال إنتظار المولد الكهربائي دار حديث بين مخبرين أمنيين برتبة صحافيين، يتناولون بعض ما ورد في جريدة "الجريمة المنظمة" "الأخبار" ودائماً بحسب الكائن الحشور:

-         شفت ناشرين عرضو لهيدا الشيعي!
-         ولك إيه فضحناه!
-         يعني أصلاً ما حدا في يأثر على الحزب
-         بس كمان لازم يصير في حدود، هلأ الاتفاق كبير بين الأميركان والإيرانيين وبلشت القصقصة!
-         ها ها ها.... قولك نحنا بأثر شي على تمويلنا هيدا الاتفاق؟
-         تف من تمك، أعوذ بالله!

ووصلت كهرباء المحوّل وصعد المصعد إلى الطوابق المقصودة، فترجل الكائن الصعلوك مع الصحافيين العاملين عند أمنيين، وهناك كانت الفرحة عامرة في المكاتب، وإذ بإحداهن تخرج حاملة بيدها قنينة شمبانيا وتصرخ :CHAMPAGNE FOR EVERYONE، وفقعت الطبّة ونثرت الكحول في كؤوس كريستالية فاخرة صناعة يهودية من أوروبا الشرقية، وفرح الجميع بالنصر المؤزر على الشيعي الأميركي الصهيوني العميل الخائن الكبير، الذي يجب رجمه عند أي واد أو مفرق أو زاروب، ومنعه من دخول المطاعم والحمام والسفر والتدخين وشرب القهوة ولبس الكلسات وكل شيء كل شيء كل شيء!

لفت إنتباه الكائن المندس بين جماعة "الجريمة المنظمة" المسماة زوراً جريدة، خبرٌ مفاده، أن جمعية الشيعي العميل تعلم نساءً اللغة الإنجليزية، وأنها تعمل على خلق مناخات مغايرة لما يسود في أوساط الطائفة الشيعية.
تعجب الكائن للتهمة وقال في سرّه "يا للهول يا لفظاعة الجريمة، لقد قتل الظلاميون حسين مروة"، وعاد وانتبه أنه يهذي، "شو دخل حسين مروة هلأ".

في الأحوال كلها حاول الكائن المُلتصق بالأرض توضيح وجهة نظره للشباب والشابات الذين واللواتي يقرعون ويقرعن الشمبانيا ولكن لم يسمعه أحد، فاستل من جيبه الخلفي كتيّب فيه ابيات شعر للبحتري ودوّن التالي على صفحة الجريدة الجريمة الأولى:


"عَلَيَّ نَحْتُ القَوافي مِنْ مَعادِنِها     وَما عَلَيَّ إنْ لَمْ تَفْهَمِ البَقَرُ"

*يُرجى الإطلاع على ما سبق لفهم ما سيلحق لاحقاً

لمراجعة سيرة الكائن الهارب من الجارور العودة إلى هذا الرابط ومن ثمّ صعوداً :

No comments:

Post a Comment