Tuesday, August 4, 2015

حرمة الموت المستباحة

حرمة الموت المستباحة !



كَتبَ إبرهيم ميم:

لم يعُد في مسخ الوطن، بلد الزبالة الطامرة لأنفاسنا، لم يعُد أي حرمة لم تُنتهك بعد...

تأتينا الأخبار على شاكلة "بالصور حادث سير يوقع كذا وكذا أو بالفيديو إشكال على كذا وكذا، إلخ..."، وإذ بنا نرى ونشاهد الضحايا بأم العين، وهم قد يكونوا من الأعزاء أو الأقرباء أو من المجهولين لبعضنا، ولكن عرض صورهم الفوتوغرافية أو الفيديو، هي من المقدسات في معظم الأحيان، حتى فيديو جورج الريف، كان في الإمكان تسليمه للجهات الأمنية المختصة، وعرض الشريط مموهاً، مع التشهير بالفاعل، كونه شوهد بأم العين!

ماذا نقول لوالدة أو لشقيقة أو لزوجة أو إبن أو بنت في حال شاهدوا الحبيب يسقط، وهم لم يدروا بعد؟

ماذا نقول لهم إن شاهدوا الصور بعد أن علموا بالمصاب الذي ألمّ بهم؟

ألا يدري الإعلام أن الصورة تبقى في الذاكرة؟

المهم أن هذا الإعلام، على أنواعه المتنوعة، لم يعد يميّز بين "السبق الصحافي" وحرمة الأموات ومشاعر الأحياء، فهو يتعامل مع الموت كما لو أنها فضيحة فنان أو فنانة أو شخصية عامة أو خلافه...

الموت ليس فضيحة!

دعوا الموتى يرحلون بسلام بعيداً عن عدسات الفضائح، فالموت ليس إلا غياب الحبيب عن قلب أحد، مهما كان هذا الغائب فاعله في حياته من خير أو شر...

اليوم شقيق المقدم ربيع كحيل، حذّر من مغبة نشر صور شقيقه مضرجاً بالدماء، تحت طائلة الملاحقة القانونية!

إلى متى فلتان عدسات التصوير الشريك الفعلي في زيادة ألم الغياب؟

حاشية:من الأمثال الشعبية اللبنانية ما يقول :"بيفرحوا بعزا بعضهم متل الدجاج"، وبعض إعلامنا أصبح من الخنازير!


No comments:

Post a Comment