الدعوة إلى جبهة
تعميم الخراب
أحمد جابر
(نقلاً عن صحيفة المدن الالكترونية)
يمضي حزب الله
في إعلان وضوح خطته، فيكشف للعيان ما كان يتحدث عنه اللبنانيون بالظن، إذ عندما قال
الحزب ذات يوم، أنه ذاهب إلى الحدود مع سوريا بهدف حماية موضعية لبعض القرى، حدس البعض
أنه ذاهب لنصرة نظامها، ولم يتأخر جلاء الهدف الحقيقي، فكان موضوع المراقد المقدسة،
وتطور الأمر إلى أن صار على لسان أمين عام حزب الله، موضوع مواجهة شاملة، مع الموجة
"التكفيرية" الشاملة، من لبنان إلى أقصى الديار العربية، مع كل "التحية
الدموية" التي بات لها اسم "وطني"، هو الدفاع عن لبنان، وصار لها عنوان
قومي، اسمه الدفاع عن البلاد العربية، وصار لها اسم ديني، هو الدفاع عن "الإسلام
الأصيل"، في مواجهة النزعات التي أخرجته من أصالته!!.
وهكذا، كلما طلب
اللبنانيون من "حزبهم" العودة إلى الديار، ناداهم لمرافقته إلى أبعد القفار،
بحيث أن المعادلة، المضحكة المبكية، صارت موجزة في عبارة: "قولوا ما يحلو لكم،
وسنفعل ما يحلو لنا"، أو بحسب القول المأثور، "القافلة تسير والكلاب تنبح"،
وما أقسى على النفس، أن يكون في منزلة "النباح" صفوف واسعة من اللبنانيين.
لكن لنعد إلى كلام
أمين عام حزب الله "الاستراتيجي"، وليوضع مضمونه على طاولة النقاش، وذلك
من قبيل أن العاجز عن تغيير الوقائع، ليس مطلوباً منه التسليم بالكلام الخاطئ الذي
يتحدث عنها، وإذا كان النطق بالصواب صعباً، فليس أقل من وصف الخطأ بكل النعوت التي
تظهر حقيقة هذا الخطأ وفحواه، هذا مع العلم، أن صفاً واسعاً من أبناء "القومية
واليسارية"، باتوا يروجون للقول الخاطئ، لأنهم عاجزون عن مقاربة القول الذي يحمل
الكثير من الصواب.
اعتماد عنوان مواجهة
المشروع التكفيري، كخطة للمرحلة القادمة، هو من قبيل تقليد عربي سابق، كان له اسم المعركة
القومية. كان المقصود بذلك الشعار، الذي ظلَّل المرحلة القومية، هو أن "لا صوت
يعلو فوق صوت المعركة"!. تبدلت المعركة وتبدلت قواها، لكنها ما زالت معركة، يخوضها
أصحابها حسب الصور التي ترتسم في أذهانهم، وتؤدي إلى خراب المجتمعات التي ابتليت بقادة
"الإيديولوجيا"، وبنظرياتهم الما فوق وطنية.
للاطلاع على النص الكامل إضغط هنا
No comments:
Post a Comment