Tuesday, February 24, 2015

رسالة من مقاوم الى السيد حسن: نحتاج وطنا.. وليس انتصارات

بشار حسين

(نقلاً عن موقع جنوبية)
 
سماحة السيد حسن نصرالله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

أخاطبك، واسمح لي أن أخاطبك بمحبة ومن موقع الإختلاف، أردت هذه المرة وعلى غير عادتي، أن أستمع لخطابك كاملاً، في محاولة مني أن أرى ماذا يمكن أن تقول في هذه المناسبة، والنار باتت على مقربة من الدار، وبلدي يعاني ما يعانيه من مصاعب وويلات، تضرب به من كل حدب وصوب، والدولة كما وصفتها عاجزة و غير قادرة على القيام بأدنى واجباتها، والناس في حالة من الإحباط لا مثيل لها.

نعم، أحيي فيك هذا الوضوح في الموقف و هذه الصراحة، حيث أنك رسمت خياراتك في ما يتعلق بالأزمة السورية، ليس انطلاقاً من خلفية مذهبية، كما كان حاصل يوم قرّر الحزب أن ينخرط فعليا في المعركة، حيث رفع لواء حماية المقامات الشيعية في سوريا، شعرنا حينها أننا أمام حرب لا يمكن لها تنتهي.

نعم، هكذا أحترم وضوح خياراتك أكثر، و يمكن لي أن أقبلها أو لا، إستنادا إلى تشخيصك ورؤيتك لطبيعة الصراع الدائر في سوريا، والمسار الذي آلت إليه الأمور، ومدى تأثيره وإنعكاسه علينا وعلى المقاومة.

لكن إسمح لي يا سماحة السيد أن أحدد رؤيتي كمواطن، كان لي شرف المشاركه المتواضعه في مقاومة الإحتلال، وساهمت كغيري في دفع ضريبة التحرير، إسمح لي أن أعبّر عن خشيتي على مستقبل هذا البلد، مثلما أعربتم أنتم عن خشيتكم و حذركم و خوفكم، على المقاومة و أهلها و الوطن، إسمح لي أن أعرب عن خشيتي و حاجتي لكسب الثقة، والثقة ليست من حضرتكم الكريمه معاذ الله، ولكن بالطبع من تلك الممارسة السياسية، التي خطها و يخطها حزبكم منذ سنوات، وأنا كالكثير من اللبنانيين يحفظ لكم و لحزبكم، هذا الدور العظيم على مستوى التحرير و المقاومة والإنتصار.

إسمح لي أن أعبر عن خشيتي، والخشية نابعة من خلال ممارستكم السياسية كحزب الله، في زواريب السياسة اللبنانية الداخلية و تعقيداتها، بحيث لم نر فارقا يذكر، بينكم و بين أي من الأحزاب و القوى السياسية الأخرى حلفاء كانوا أم خصوم، حتى بأقل الأمور شأناً..

ثم، ألا ترى معي ياسيد بأن انتصار المقاومة، لا يمكن أن يكون كاملا إلا من خلال تعزيز و تقوية هذه الدولة، أقلّه لكي تقوم بواجباتها في تعزيز صمود الناس، وأنت الذي أخذت مثالاً من طبيعة كيان العدو في تعاطيه مع شؤونه الداخلية في ما يخص الحرب.

نعم، أنا أأخذ على حزب الله، وهو الحزب الأقوى سياسياً وجماهيرياً ومادياً وحتّى في علاقاته السياسية، أنه لم يبذل جهداً، هذا إذا لم أقل انه لم يحاول أن يسخّر بعضاً من إمكاناته، في سبيل بناء أو إعادة بناء أو المساهمة في تطوير ما لدى هذه الدوله من مؤسسات. فقد شاركتم كحزب في ترؤس وزاراتها و مؤسساتها الأمنية والخدماتية، وعلى مدى سنوات دون أن يتغير فيها أي شيء، بل زادت على تدهورها تدهورا.


الناس يا سيدي بحاجة إلى وطن، وليس فقط إلى انتصار، الناس بحاجة إلى انتصار للوطن وفي الوطن، الناس بحاجة إلى أمان وطمأنينة في هذه الدولة، كما في كل بقاع الأرض، والحياة ليست فقط مقاومه نحبها و ندعمها و نرويها بالدم يوم تحتاج لهذا الدم، الناس بحاجة لحقوق في دولة تقوم تجاهها بأدنى واجباتها، وكلها ثقة بكم أنكم لو أردتم لفعلتم ..

Monday, February 23, 2015

الدعوة إلى جبهة تعميم الخراب

أحمد جابر

 (نقلاً عن صحيفة المدن الالكترونية)

يمضي حزب الله في إعلان وضوح خطته، فيكشف للعيان ما كان يتحدث عنه اللبنانيون بالظن، إذ عندما قال الحزب ذات يوم، أنه ذاهب إلى الحدود مع سوريا بهدف حماية موضعية لبعض القرى، حدس البعض أنه ذاهب لنصرة نظامها، ولم يتأخر جلاء الهدف الحقيقي، فكان موضوع المراقد المقدسة، وتطور الأمر إلى أن صار على لسان أمين عام حزب الله، موضوع مواجهة شاملة، مع الموجة "التكفيرية" الشاملة، من لبنان إلى أقصى الديار العربية، مع كل "التحية الدموية" التي بات لها اسم "وطني"، هو الدفاع عن لبنان، وصار لها عنوان قومي، اسمه الدفاع عن البلاد العربية، وصار لها اسم ديني، هو الدفاع عن "الإسلام الأصيل"، في مواجهة النزعات التي أخرجته من أصالته!!.

وهكذا، كلما طلب اللبنانيون من "حزبهم" العودة إلى الديار، ناداهم لمرافقته إلى أبعد القفار، بحيث أن المعادلة، المضحكة المبكية، صارت موجزة في عبارة: "قولوا ما يحلو لكم، وسنفعل ما يحلو لنا"، أو بحسب القول المأثور، "القافلة تسير والكلاب تنبح"، وما أقسى على النفس، أن يكون في منزلة "النباح" صفوف واسعة من اللبنانيين.

لكن لنعد إلى كلام أمين عام حزب الله "الاستراتيجي"، وليوضع مضمونه على طاولة النقاش، وذلك من قبيل أن العاجز عن تغيير الوقائع، ليس مطلوباً منه التسليم بالكلام الخاطئ الذي يتحدث عنها، وإذا كان النطق بالصواب صعباً، فليس أقل من وصف الخطأ بكل النعوت التي تظهر حقيقة هذا الخطأ وفحواه، هذا مع العلم، أن صفاً واسعاً من أبناء "القومية واليسارية"، باتوا يروجون للقول الخاطئ، لأنهم عاجزون عن مقاربة القول الذي يحمل الكثير من الصواب.

اعتماد عنوان مواجهة المشروع التكفيري، كخطة للمرحلة القادمة، هو من قبيل تقليد عربي سابق، كان له اسم المعركة القومية. كان المقصود بذلك الشعار، الذي ظلَّل المرحلة القومية، هو أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!. تبدلت المعركة وتبدلت قواها، لكنها ما زالت معركة، يخوضها أصحابها حسب الصور التي ترتسم في أذهانهم، وتؤدي إلى خراب المجتمعات التي ابتليت بقادة "الإيديولوجيا"، وبنظرياتهم الما فوق وطنية.


للاطلاع على النص الكامل إضغط هنا

Thursday, February 19, 2015

"شاعرية" السيد

إيلي القصيفي

(نقلاً عن صحيفة المدن الالكترونية)

ليس بين السياسيين اللبنانيين من يستطيع أن يفاجئنا مثل السيد حسن نصرالله. حديث الرئيس سعد الحريري السبت الماضي في ذكرى الرئيس رفيق الحريري لم يحمل مفاجآت، باستثناء البدء بتأكيد الوفاء للمملكة العربية السعودية عوض البدء بكلمة من وحي الذكرى. لكن ذلك لا يعد مفاجأة قياساً إلى مفاجآت نصرالله وكان آخرها دعوته اللبنانيين في خطابه الإثنين الماضي، إلى "الذهاب معاً إلى سوريا والعراق، وإلى أي مكان نواجه فيه تهديد داعش، لأننا بذلك ندافع عن لبنان".

صحيح أنّ نصرالله دعا ماضياً خصومه اللبنانيين إلى الذهاب لمقاتلة حزب الله في سوريا وترك لبنان آمنا، لكن دعوته إلى "القتال سويا في سوريا" أكثر غرابة و"استثنائية" من الدعوة الأولى بما لا يقاس. في دعوته الجديدة شطح السيد حسن أكثر لدرجة حسبنا أن كلامه ليس سياسةً بل شعراً. فوحده الشعر ينقلنا في لحظة، وعلى نحو مفاجئ، من مستوى ومنطق إلى مستوى ومنطق آخرين، من الواقع إلى الخيال. لكن ليت لكلام السيد تداعيات الشعر!

أن يدعو السيد خصومه لقتاله في سوريا فهو بذلك لا يلغي الانقسام القائم حول سلاحه. يطوره ويوسع مجالاته لكنّه لا يلغيه. بهذا المعنى تشكل دعوته الأخيرة إنقلاباً على دعوته الأولى. فهي تتجاوز الخلاف على سلاح حزب الله ودوره وتعتبره ثانوياً أمام تهديد "داعش" الذي يدعو السيد اللبنانيين إلى "الذهاب معاً إلى سوريا، وإلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد". أو هي، وهذا أخطر أو أدهى، تدعو الجميع إلى الاعتراف بدور هذا السلاح الإقليمي حتى في حماية مكة والمدينة، أي بكلام آخر هي تدعوهم إلى الإستسلام له.

طبعاً دعوة السيّد ليست موجهة إلى "القوات اللبنانية" ولا حتى إلى "الحزب التقدمي الاشتراكي"، بل إلى "تيار المستقبل" أولاً. فقد كان السيد واضحاً في قوله إن المعركة ضد "داعش" هي معركة الدفاع عن الإسلام، "ونحن نعتبر أنفسنا ندافع عن الإسلام بكامله". واضحٌ أنّ نصرالله يريد إسباغ شرعية إسلامية على قتاله في سوريا والعراق، وهذا لم يرد في خطابات السيد السابقة، أو لم يرد بهذا الوضوح، حيث كان الحديث يتركز عن الدفاع عن المقاومة في سوريا وغيرها و"حيث يجب أن نكون". وهذا يدّل أولاً إلى الخلاف الإسلامي حول سلاح الحزب وقتاله في سوريا وليس العكس.


إضغط هنا للاطلاع على النص الكامل
بالونات السيد

أيلي فواز

(نقلاً عن موقع NOW)

خطابات أمين عام حزب الله باتت في مجملها موجّهة إلى قاعدته الشعبية. هي محاولات إقناع طائفة لا ترى نهاية لهذا النفق المظلم الذي أدخلها فيه.

لا يستطيع أمين عام حزب الله ان يقول للّبنانيين إنه جزء أساسي من الطموح الإيراني التوسّعي في المنطقة والذي على ما يبدو يتّكل على دعم الرئيس الأميركي باراك اوباما، ولا هو يستطيع تبرير عدد الضحايا المتزايد الذي يمنى به يومياً من أجل قضية يستطيع اللبنانيون تفاديها على أقل تعديل كما يفعل الأردن.

لا يستطيع أمين عام حزب الله أن يصارح قاعدته و يقول لها إن مهمة حزبه تكمن في تأمين بقاء الرئيس بشار الأسد و و على جزء من سوريا، وتمتين قبضة الإيرانيين ولو على جزء من العراق، والحوثيين ولو على جزء من اليمن، كل ذلك على حساب أبنائهم، ولاحقاً مستقبل وجودهم في المنطقة. لذا يقنعهم أن لبنان ليس بقعة نائية عن محيطه، وبالتالي يجب أن ينغمس حزبه وأن تلحق به الدولة اللبنانية، في حروبه كونها الخيار الوحيد المتوفر في محيط مليء بالإرهابيين التكفيريين المدعومين بالإسرائيليين.

يتجاهل نصرالله تعقيدات المنطقة وشعوبها وقبائلها. يجعلها واحدة من العراق الى اليمن الى البحرين الى سوريا الى لبنان، ثم يقسمها الى فسطاطين: "فسطاط ايمان لا نفاق فيه، وفسطاط كفر". اما الكفار حسب نصرالله فهم كل من لا ينضوي تحت لواء الجنرال قاسم سليماني، وكل من يشكك بجدوى توسع ايران في محيط بات معادي لها ولأدواتها.

"خلصت اللعبة" في سوريا يطمئنهم، هم الخائفون على مصير ابنائهم. أكثر من 200 الف قتيل، وأكثر من عشرة ملايين نازح، ومليارات الدولارات خسائر في البنى التحتية، هي مجرد لعبة بالنسبة لحزب الله. "لعبة" يظن حزب الله انه لاعب كبير فيها.

إضغط هنا للاطلاع على النص الكامل
"تعالوا معنا إلى سوريا"

حازم الأمين

(نقلاً عن موقع NOW)

لبنان في وعي الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ليس بلداً، هو ساحة، وهو جماعات ومجتمعات تم إخضاعها. وهي إذ ما زالت تمتلك نفساً أخيراً، فهذا يدفعه إلى مطالبتها بأن تستعين بهذه الأنفاس للذهاب معه إلى سوريا. فقد قال السيد للبنانيين "تعالوا معنا إلى سوريا"!

هو بذلك تجاوز مسألة أن اللبنانيين مواطنون في بلد يخضعون فيه لشروط أخرى لا تتصل بهذه الدعوة الكريمة. "تعالوا معنا إلى سوريا" مع كل ما ينطوي على هذه العبارة من انعدام الشعور بأن للبنان قيمة، وبأنّ سوريا بلد آخر لا يجوز انتهاك سيادته.

لنفترض أن كل اللبنانيين ضد من يقاتلهم "حزب الله" في سوريا، فهل تجوز دعوتنا للقتال في بلد آخر؟ من يدعونا إلى هذه الوليمة لا يمتلك الحق القانوني والدستوري في أن يأخذ مواطني بلد بأكمله للقتال في بلد آخر.

"تعالوا معنا للقتال في سوريا" دعوة وجّهتها "داعش" للشبّان السنّة اللبنانيين أيضاً، ذاك أنّها بدورها لا تقيم وزناً لمعنى أن يتوجّه مواطنون لبنانيون للقتال في بلد آخر. هؤلاء الشبّان برأيها هم "أهل السُنّة"، وليسوا لبنانيين.

والحال أن لبنان المنتهَك، تماماً كما هي منتهَكة سوريا في هذه الدعوات وفي هذا القتال، لم تعد له قيمة وسط هذا الوضوح. فقد قال السيد "إنّ المنطقة تُخبز وتُعجن الآن، ويجب أن نكون هناك لكي نصنع مصير لبنان". هذا الكلام شديد الوضوح. "حزب الله" في سوريا من أجل مهمة تتعلّق بالشكل الجديد الذي من المفترض أن يتحدد للدول وللجماعات

لنُقلع إذاً عن مقولة "إننا نقاتل في سوريا لنحمي لبنان"، هذه المقولة التي اختُبِرت في السابق وفشلت بعد أن أفضى القتال في سوريا الى وصول "داعش" إلينا، تجاوزها نصرالله. هو يُقاتل في سوريا من أجل "خبز وعجن" المنطقة.

"حزب الله" قد يملك طاقة التأثير في "خبز وعجن المنطقة"، ذاك أنّه جزء من منظومة مذهبية إقليمية، لكن هل يملك لبنان طاقة الـ"خبز والعجن" هذه؟ الفارق حاد وواضح بين مصلحة لبنان ومصلحة "حزب الله" في القتال في سوريا.

النفوذ الايراني الذي يشكل "حزب الله" جزءاً منه يصطدم هنا بالمصلحة الوطنية اللبنانية. هذه المصلحة هي في حدّها الأدنى حماية الحدود، فيما "الخبز والعجن" من المفترض أنه يشمل بالدرجة الأولى إعادة صياغة الحدود، وبهذا المعنى فقد توجَّه "حزب الله" للقتال في سوريا من أجل القضاء على ما تبقّى من لبنان، ناهيك عن مهمته المتمثلة بالقتال في بلد هو غير بلده.

ومرة أخرى لو سلّمنا جدلاً مع الحزب في أنّ من يقاتلهم في سوريا هم الأشرار، فمن أعطاه تفويضاً بقتالهم هناك؟ هو من حيث المبدأ، وكونه "لبنانياً" يحتاج إلى تفويض لبناني وتفويض سوري، وهو لم ينل كلا التفويضين. الشرط الوحيد لكي ينعقد منطقٌ خلف هذا القتال، هو أن لا يكون لبنان، وأن لا تكون سوريا، وهذا ما يحققه الحزب في حفلة "العجن والخَبز".

"تعالوا معنا إلى سوريا"